top of page
  • Writer's pictureMuhannad Sarhan

اللقاء الأخير

Updated: Sep 14, 2020


هل كنت تعرف باننا سنلتقي؟

شككت بذلك، لم أكن على يقين. ما سمعت عنك وأخبروني من قبل، كنت اعلم اننا قد نلتقي. ولكن جل حياتي كنت أحاول ان لا أفكر فيك. إذا فكرت فيك تقاعست، ولذلك كنت أنكر وجودك.

هل خططت للقائنا؟

ابدا.. لم افعل ذلك. انا اعلم إنك تجدين من تريدين، لذلك لم أفكر في هذا اللقاء كثيرا.. في الحقيقة حاولت ان اتجاهل التفكير في هذا اللقاء طيلة حياتي.

هل فكرت في اهلك واصدقائك؟ ماذا سيقولون عن لقائك بي؟

نعم فكرت وفكرت كثيراً. لا اعتقد ان حالهم سيكون أفضل كثيراً بوجودي معهم ونحن في هذا الليل الطويل. اظن انني سأشتاق لهم، ولكن من يعلم، فقد يصحبوني. انا اعلم انهم في النهاية سيتفهمون. لم يكن هذا اللقاء من اختياري.. لم يكن حتى اختيارك انت.

هل فكرت في أيامك القادمة؟ لديك الكثير لتقوم به؟

نعم فكرت. لدي مسؤوليات كثيرة. ولكن أتعلمين، انا عادة لا أفكر في كثرة او صعوبة ما علي القيام به. ان لقائي بك قد يكون اهم من ان أكمل عملي لوحدي. انت تجعلين المشوار أقصر، وتساعديني على إيصال صوتي الى افراد أكثر مما لو عملت بمفردي. لا يعني هذا انني خططت لهذا اللقاء، لنقل انه من الحتميات.

وكيف تعلم انني سأساعدك؟

هذه قدرية مثل هذه اللقاءات. هكذا سرت الأمور من قبل وهكذا ستسير. لا مناص من ذلك.

وماذا عن حياتك؟

هجرتها منذ زمن طويل، همومي جعلتني أنسى ملذاتي. ان العمل الذي أقوم به مسؤولية كبرى. اهلي وشعبي ووطني أصبحوا لذتي الكبرى.

وماذا عن الحب؟ الست تحب؟

حبي الكبير هو ما دفعني لفعل هذا كله. حبي لأطفالي وعائلتي وللناس عامة ما يجعلني اتحمل كل هذه المصاعب، ولولا الحب لما استطعت ان استمر.

وماذا عن ذنوبك؟

انني اراها الآن، انها تمر امامي.. ولكنها صغيرة.. لم أتوقع ان تكون بهذا الصغر.

وماذا عن اعدائك؟

اعدائي؟

لديك الكثير من الأعداء.. الا تريد مهلة للانتقام؟ الا تريد ان تريهم غضبك؟

انا ليس لدي أعداء.. هم من نصبوني عدواً لهم ولم اعتبرهم اعدائي يوماً. انا لم يكن لدي الوقت لأفكر في العداوات، ولم يكن لدي متسع من الكره لاتخذ خصوماً. كل ما يدفعني هو الصدق والايثار. اعلم.. ان كل هذه الكلمات غير مألوفة خصوصاً في زمننا هذا .. ولكن دعيني اخبرك انني امتلك الكثير من الحب والاهتمام .. وهذا ما يدفعني للاستمرار.

وماذا عن العمر؟ الا تجد نفسك قد بذرته فيما لا ينفع؟

كل دقيقة افنيتها في هذا الحب والإخلاص لقضيتي هي عمل نافع اهديته للآخرين.

هل انت خائف؟

نعم. انا انسان. ومثل كل انسان فإنني أخاف. ولكن خوفي هذا مؤقت. انه بسبب موقفي الحالي. عندما أفكر في الغاية الكبرى وهدفي الأخير، فان خوفي يتحول الى سلام.

الديك اقوال أخيرة؟

اخبري من لا يزال في الميدان إن املنا بهم كبير، قولي لهم ان لا يتقاعسوا فان المشوار ازف على الانتهاء .. فليبدأوا بقراءة "مزرعة الحيوان"

فليتوقف الكلام.. وتعال معي الى الخلود.. فان الطمأنينة والطيب ينتظرك

التوقيع ..

رصاصة

اهداء لأرواح جميع شهداء الكلمة في العراق، ريهام يعقوب وهشام الهاشمي وصفاء السراي واطوار بهجت وبقية قافلة الشهداء.

178 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page